الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :
فالله عز وجل بين لنا في غير موضع من كتابه الكريم أن هذه الدنيا دار ابتلاء وعمل ومشقة وليست دار راحة وجزاء
وأن الدنيا مزرعة للآخرة واستراحة على طريق الآخرة نتزود فيها بالزاد الذي نقطع به الطريق الموصلة إلى الله عز وجل
دل على ذلك كثير من الآيات والأحاديث
منها :
قال الله عز وجل :
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾
وقال تعالى:
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾
فجعل الهدف من وجودنا في الدنيا الابتلاء والاختبار ليرى من منا أحسن عملا
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"
ثمإن الله عز وجل جعل من سننه في هذه الحياة أن يبتلي عباده المؤمنينليختبرهم أيهم في دينه صلابة فيثبت ويصبر وأيهم في دينه ضعف فينكص علىعقبيه
قال الله تعالى:
﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّاوَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾
وقال تعالى:
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْالْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾
فالجنة ليست رخيصة ولن تنال بالنوم والراحة بل بالعمل والصبر والثبات على الحق
" ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة"
وقال تعالى:
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْحَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُاللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ﴾
فأبشرنَ أيتها المنتقبات -في ظل هذه الحرب عليكن- بنصر قريب آت إن أنتنّ صبرتنّ وثبتت أقدامكنّ على الحق مهما كانت المصاعب والعقبات
واعلمن أن الإنسان يُبتلىعلى قدر دينه فكلما زاد إيمانه زِيد له في الابتلاء لترتفع درجاته عند الله عز وجل
وهذا الحديث هدية من النبي صلى الله عليه وسلم لمن يصبر على الابتلاء حتى يلقى الله عز وجل
" يبتلىالرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينهرقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي علىالأرض وما عليه خطيئة "
سنة الابتلاء للتمحيص
إن المسلم يؤمن أن أفعال الله كلها خير وكلها حكمة وإن لم نعلمها
ومن حِكم الله الظاهرة فيما يصيب به المؤمنين من ابتلاءات أن يمحصهم ويميز الخبيث من الطيب
وقد ذكر الله عز وجل ذلك في غير موضع من كتابه
فقال الله تعالى:
﴿ مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَالْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾
وقال تعالى:
﴿لِيَمِيزَاللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَهُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾
وقال الله عز وجل:
﴿ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ﴾
وإذاطبقنا هذا الأمر على النقاب لوجدنا أن النقاب انتشر في الفترة الأخيرةانتشارا كبيرا لكن كثر فيه الخبث وكثرت فيه ( التقاليع ) بل وصل الأمر إلىأن تضع المرأة قطعة من القماش على وجهها ثم تلبس تحته ما تشاء وانتشرتأشكال كثير من ( نقاب آخر الزمان ) حتى صار من يلتزمن بالنقاب الشرعي قلةفي وسط الأخريات فضلا عمن يلبسنه لأغراض أخرى أو من يلبسنه وقد خالفباطنهم ظاهرهم وخالفت أعمالهم وأخلاقهم ما بدا من الصلاح منهم حتى أساؤواللصالحات منهن ، والله المستعان.
فلعل هذا الابتلاء من الله عز وجليكون لتمحيص هؤلاء عن هؤلاء ولتثبت الفئة المؤمنة الملتزمة التزاما حقيقيالا لبس فيه لينصر الله عز وجل بها هذا الدين
والله أعلم بمراده وحكمته من وراء تقديره
من استن سنة حسنة
إن شرائع هذا الدين تبقى بين الناس بوجود من يتمسك بها وتضيع من بينهم بغياب ذلك
ولذلك نحن مدينون للصحابة الذين ضحوا وبذلوا وصبروا حتى أوصلوا لنا هذا الدين
ومدينون من بعدهم لكل من ثبت على شريعة من شرائع الدين حتى وصلت إلينا
ولتعلم المنتقبة الآن أنه في زمن قريب من عمر هذه الأمة في مصر كان النقاب غريبةمن غرائب الدنيا قد توجد امرأة منتقبة واحدة في بلد كاملة
وتعرض أولئك النسوة لكل سخرية واستهزاء ومحاربة
ولولا أن ثبت الله أولئك ما وجدنا منتقبة واحدة الآن وكذلك الأمر في اللحية وغيرها من شرائع الدين الظاهرة
فنحن مدينون لأولئك الأوائل الذين صبروا وثبتوا عند الإبتلاء واستنوا السنة الحسنة بإحيائها فكان مَن وراءهم في موازين حسناتهم
فإذا جاء دورنا نحن الآن فلا أقل من أن نقف وقفتهم ونثبت على الحق لنوصل الدين لمن بعدنا كما أوصلوه هم لنا
ففيعنقنا مسؤولية لمن سيأتوا بعدنا فإن لم تثبت المنتقبة الآن سيأتي من بعدهاليجدوا دولة ليس فيها ما يسمى بالنقاب بل ربما الحجاب( كما هو الحال في تونس الآن )
ولنعلمأن الأمر خطوات وأنهم عندما بدؤوا الحرب على النقاب ما أرادوا النقاب فقطبل أرادوا أن يجردوا المسلمة العفيفة من عفتها ودائما ما تكون البدايةبخلع النقاب
وفي ماضينا القريب العبرةعندما كانت كل امرأة مصرية منتقبة ومحجبة بالحجاب الكامل حتى أتي اليومالذي خلعت فيه هدى شعرواي وصفية زغلول النقاب وتبعها من تبعها وتسارعالأمر حتى وصلنا في السبعينات إلى (الميكرو جيب ) (والمني جيب) نعوذ بالله من الخذلان.
نعم .. إنها البداية فقط ..وإن لم تثبت الأخوات المنتقبات العفيفات الآنوانهار هذا الخط من خطوط الدفاع فسننتقل إلى الخط الثاني فالثالث والرابعوقد نصل في يوم من الأيام إلى مصير تونس.
إذا فالأنظار موجهة إليكنّ الآن أيتها العفيفات والأمر موكل إليكنّ والمسؤولية عليكنّ فاثبتن يثبتكنّ الله عز وجل
﴿ إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
وبإذن الله عز وجل سينقلب السحر على الساحر وسيزداد النقاب قوة بحربه وعزة بصموده
﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَاللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَنيُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
نسأل الله عز وجل أن يعز دينه وأن ينصر أولياءه وأن يمكن لشريعته
منقول
نرجوا النشر خاصة في منتديات الأخوات
_________________